جولة تاريخية لفهم العقلية الإيرانية - (10/01)
خصائص الحضارة الإيرانية - أزمة الجغرافيا والتكوين 


نحتاج لمقدمة، ومدخل أراه هاما لمعرفة كيف تكونت إيران، وعلاقتها بالحضارة، وهل هي صانعة أم منتجة لها، صناعة الحضارة بالماضي القديم أن تتفرد بصنع حضارة نشأت على أرضك وتعبر عنك وعن ثقافتك المحلية، أن تكون منتج للحضارة أمر مختلف عن صناعتها، هنا نحن نتحدث عن حضارة لم تصنعها بل حصلت عليها، وتعلمت منها، وطبعتها بطابعك مع الوقت في بعض جوانبها، لا يمكن إطلاق لفظ حضارة على شعب ما وادعاء أنه صاحب الحق الحصري في صناعتها، إلا لو كانت هذه الحضارة قد نشأت قبل بدء عصر الإمبراطوريات، قبل عصر الإمبراطوريات القديمة الأولى كان العالم مختلف عما أصبح عليه فيما بعدها، حيث كان كل شعب يعيش على أرضه منغلقا على نفسه، ولا يعرف ماذا يدور خارج حدوده، التي كونتها الطبيعة لا السياسة، ويصنع حضارته بنفسه، لذلك تنسب الحضارة وصناعتها الفكرية والثقافية والعلمية والعمرانية فقط وحصرا له.
بعد ظهور عصر الإمبراطوريات حدث انفتاح وتلاقح بين الحضارات، وأصبحت الحضارة ملكا للبشرية، لا فضل فيها ينسب لحضارة شعب بذاته، وكان يكفي أن تمتلك القوة العسكرية لتغزو أراضي غيرك، وتتعلم منهم وتأخذ من علومهم وتتحول من شعب متخلف حضاريا لشعب ذو علوم وحضارة جلبها من أراضي غيره، وهذا ما حدث فيما بعد مع الكثير من الأمم ومنهم المغول على سبيل المثال.
تنسب الحضارات القديمة والعريقة للشعوب التي صنعتها قبل ميلاد الإمبراطوريات، والتي بدأت مع ظهور أول إمبراطورية في التاريخ، وهي الإمبراطورية المصرية، التي نشأت في عصر الدولة الحديثة على يد تحتمس الثالث عام 1479 ق. م الذي يلقبه المؤرخين بأول الأباطرة بالتاريخ، وأبو الإمبراطوريات، وأول من قسم الجيوش لقلب وجناحين.
بعد الإمبراطورية المصرية قامت عدت إمبراطوريات عريقة على التوالي وهي كالتالي: (الإمبراطورية الأكادية – الإمبراطورية البابلية – الإمبراطورية الأشورية – الإمبراطورية الكلدانية – الإمبراطورية الحيثية).
نلاحظ أن كل هذه الإمبراطوريات السابق ذكرها، نشأت في مصر، ومنطقة ما بين النهرين، وهي الإمبراطوريات الست الصانعة للتاريخ البشري، والمؤثرة فيه، وكل الإمبراطوريات والحضارات التي نشأت فيما بعد، كانت قائمة على القوة العسكرية، وأخذت مكونها الحضاري من روافد هذه الحضارات القديمة، التي هي أساس كل الحضارة بالعالم القديم والكل منها أخذ ونقل، هذا بجانب الحضارتين العظيمتين، الهندية والصينية، إلا أنهما كانتا محصورتين داخل حدودهما، ولما يخرجا خارجها، وكانوا منغلقين على أنفسهم.
الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، التي ولدت عام 559 ق. م وجدت حولها محيط غني بالحضارات والثقافات في منطقة ما بين النهرين حتى مصر، والتي غزتها لاحقا، ومنها نقلت حضارتهم وعلومهم، وقامت بعملية دمج بين الحضارة المصرية والبابلية بالأساس، بجانب استفادتها من حضارات الهند والصين، وطبعت كل ما سبق بنهكتها الفارسية الجديدة فيما بعد، وطورت منها حتى غدت حضارة انسانية عظيمة، بثقافة ولغة فارسية، حاضرة حتى اليوم في إيران ومؤثرة في محيطها.
المقدمة السابقة كان لابد منها، لكي نفهم أن إيران تاريخيا لم تتفرد بصنع حضارة خاصة بها، ولم تنشأ فيها دولة مركزية إلا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، رغم قرب إيران من مراكز حضارية رائدة وهامة ومؤثرة في بلاد ما بين النهرين ومصر، وقربها من حضارتين عظيمتين بالهند والصين، لكنها لم تتمكن مبكرا من صنع حضارتها، التي تتفرد بها وتدعي أنها صاحبة الحق الحصري في إنتاجها، ويعود السبب الرئيسي في هذا الأمر لعامل الجغرافيا.
الجغرافيا خلقت من إيران موقع فريد مميز جيوسياسيا، كونها نقطة التقاء ثلاثة مجالات آسيوية هامة، غرب ووسط وجنوب آسيا، كما أنها تشكل جسرا بريا، بين دول شرق المتوسط، ودول وسط، وجنوب آسيا، شمالا تحدها ما تعرف الأن بتركمانستان وأذربيجان، وغربا تركيا والعراق، وشرقا أفغانستان وشبه القارة الهندية، وواجهة بحرية من ناحية الجنوب تطل على الخليج العربي، وواجهة بحرية من ناحية الشمال تطل على بحر قزوين.
تتكون إيران من هضبة ومجموعة من الجبال الأكثر وعورة في العالم، ومناخ يتراوح من القاحل إلى شبه مداري، وتنخفض في بعض مناطقها درجة الحرارة إلى ما بعد الصفر مئوية، المناخ القاسي الغير منسجم مع بقية أجزائها، بجانب الجغرافيا الوعرة والمتنوعة، بالإضافة لموقعها المفتوح على عدة مجالات هامة وحيوية، رغم أهميته الجيوسياسية، إلا أنه كان عائقا أمام نشأة مجموعة بشرية متجانسة على أرضها، نظرا لتعدد الهجرات والوافدين عليها، مما أخر قيام دولة مركزية قادرة على جمع شعبها مبكرا تحت رايتها.
تعددت الشعوب والعرقيات التي عاشت على أرض إيران، واختلفت نسبها ما بين فترة وأخرى، منها من بقى، ومنها من أختفى وأندثر أو انصهر مع مجموعات عرقية أخرى، لذلك حتى الأن نجد إيران مكونة من فسيفساء عرقي متنوع: (الفرس -الأذر- التركمان – العرب – الكرد – البلوش – اللور - وعدة قوميات أخرى).
المجموعة العرقية الأبرز في إيران الفرس، التي يرجع أصلها للقبائل (الهندو – أوروبية) التي نزحت من الأناضول وتمكنت من السيطرة على غرب آسيا بالألف الثاني قبل الميلاد زمن المملكة الأشورية القديمة، نظرا لما سبق كانت تفتقد إيران للعوامل التي تؤهلها لخلق دولة موحدة، كما ساهمت جغرافيتها الصعبة، من انعزال مجموعات بشرية، وتشكيل انتاج حضاري محصور ببيئتها وجغرافيتها الضيقة، دون أن تشيع في كل أراضيها، ومنها (حضارة عيلام) في منطقة الأحواز، ولا يعرف على وجه الدقة أصل المجموعة البشرية التي كانت تعيش فيها، وكانت لهم لغة خاصة معزولة غير مرتبطة بأي لغة في محيطهم، كذلك (مملكة ماني) التي نشأت في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد، بمنطقة أذربيجان الإيرانية بالوقت الحالي، ولا يعرف أصل المجموعة البشرية التي كانت تعيش فيها أيضا، وإن كان يعتقد البعض أنهم أجداد الكرد، كما نشأت مملكة تسمى (المملكة الميدية) في شمال غرب إيران الحالية، بالقرن السابع قبل الميلاد ولا يعرف أصولهم، لكن أجمع المؤرخين على أنهم ليسوا من الفرس (الهندو – أوروبيين) بجانب شعوب تسمى (الإصقوث) قدموا من جنوب روسيا، وتمددوا داخل إيران في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وهكذا نرى أن إيران لم يكن فيها حكم مركزي، ولا دولة موحدة، ولا شعب واحد تمكن من الانصهار والتمازج بسبب ظروف الجغرافيا والمناخ، والموقع والهجرات المتعددة، التي لم تمكنها من الاستقرار، وكان يصعب على أي حكومة أن تسيطر على كل هذه المساحة الضخمة بهذه الطبيعة الجبلية الصعبة، وتوحدها تحت رايتها لافتقادها للعناصر المؤدية للوحدة وفق تقنيات ذلك العصر.
ظلت إيران متخلفة حضاريا عن محيطها، بلا دولة مركزية تجمعها، عبارة عن جزر بشرية منعزلة عن بعضها، تتغير فيها التركيبة السكانية بين فترة وأخرى، حتى ظهرت الدولة الأخمينية التي وحدت أراضي ما تعرف بإيران الحالية لأول مرة في التاريخ عام 559 ق.م وكان من أبرز حكامها قورش الكبير، إلا أن استقرار دولة بالخصائص العرقية والجغرافية، والتنوع الحضاري الخاص بكل مجموعة بشرية داخلها كان أمرا صعبا للغاية، ولذلك توجه قورش الكبير إلى التوسع الخارجي، حيث وجد فيه الحل لهذه المعضلة التي تواجه استقرار دولته الجديدة.
في ظل الظروف السابق ذكرها التي تعيق استقرار الدولة في إيران، وتخلفها الحضاري مقارنة بمحيطها، وتفككها لعدة دويلات، وتوافد عدة مجموعات بشرية على أراضيها، كانت المجموعة البشرية (الهندو – أوروبية) التي شكلت فيما بعد قوام العرقية الفارسية في إيران، قد استقرت وتكاثرت على مدار أكثر من 15 قرن من الزمان، وأصبح لها لغتها وعادتها وتقاليدها الخاصة، ومع تراخي الحضارات والإمبراطوريات القديمة المجاورة لإيران، التي لم تكن تكترث لهذه الشعب البدائي الغير متحضر والغير متجانس، وجد هذا الشعب فرصته في إقامة دولة والتمدد بها خارج حدوده، ودوما عبر التاريخ اهمال المراكز الحضارية أو ذات الوفرة المالية للأطراف المحيطة بها، يؤدي لسقوطها ووقعها في كوارث سياسية، حدث هذا مع الحضارة البابلية والمصرية القديمة على يد الفرس كما سنرى، وحدث للرومان على يد القبائل الجرمانية التي كانت توصف بالبرابرة، وتمكنوا من الاستيلاء على روما وشبه الجزيرة الإيبيرية، ونفس الشيء تكرر مع العرب على يد المغول.
الأخمينيين مجموعة قبلية بدوية من الفرس، تمكنت من السيطرة عبر الغزو والقوة العسكرية، على كافة الأراضي الإيرانية المعروفة اليوم، واستفادت من المراكز الحضارية التي قامت في عدة مناطق داخل إيران، على يد مجموعات عرقية أخرى، فقد كان الفرس هم الأقل علما ومعرفة وثقافة مقارنتا بكل من جاورهم في الهضبة الإيرانية، ووجد قورش الملقب بالعظيم، الحاكم السابع من السلالة الأخمينية، أن لديه فرصة عظيمة، يمكن من خلالها أن يتمدد خارج حدوده ليضمن وحدة الأراضي الإيرانية التي سيطر عليها أسلافه، فلم يكن من سبيل يمكن أن يضمن وحدة هذه الأرض، مع التناقضات الموجودة داخلها، إلا التمدد خارج حدودها الطبيعية، وتبني مشروع قومي يوحد شعوبها، ويحولها لمركز يحكم إمبراطورية كبرى، خصوصا مع ظهور بوادر صراع وثورات داخلية، وسنلاحظ دوما منذ قيام الدولة الإيرانية الأخمينية حتى الأن، أن حشر إيران داخل حدودها يؤدي لانهيارها من داخلها.
أعفى كورش الفرس من الضرائب، مقابل الخدمة العسكرية في الجيش الجديد للدولة الوليدة، التي كانت تعتنق الديانة الزرادشتية، إلا أنه لم يتمكن من تحويل المجتمع الإيراني كله لهذه الديانة، كما فشل في التوفيق بين القيم الدينية الزرادشتية والدولة الجديدة، مما خلق نزاعات وصراعات دينية فيما بعد داخل الدولة الأخمينية.
تمددت الدولة الأخمينية على يد كورش وخليفته من بعده قمبيز الثاني الذي غزا مصر وأسقط الدولة المصرية القديمة عام 525 ق.م، وتوسعت الإمبراطورية الأخمينية، حتى وصلت في أوج اتساعها، من وادي السند بالهند شرقا، حتى ليبيا غربا، وشمالا حتى مقدونيا.
عند تقييم النتائج النهائية، لتجربة هذه الإمبراطورية، سنجدها قد فشلت في المحافظة على تمددها، والأراضي التي امتلكتها، لعدة عوامل، منها عوامل ظلت بشكل مستمر تشكل أزمة للشخصية الإيرانية عبر تاريخها أهمها:
القوة العسكرية التي مكنت الفرس من السيطرة على هذه الأراضي الشاسعة كانت نتيجة لتراخي محيطهم وغياب مشروع سياسي وفكري لا لقوتهم وبمجرد نهوض هذه الشعوب بفكرة أو مشروع جامع تتمكن من اسقاط الهيمنة الفارسية بسهولة وهو ما حدث عند ظهور الإسلام فيما بعد.
الأزمة دوما والضغوط تنهض بالشخصية الإيرانية فهي شخصية عنيدة تميل للتحدي حال وجدت نفسها مهمشة أو مضغوطة ومحاصرة داخل أرضها وهذه العناصر شكلت قوة ضاغطة محفزة للفرس في غزوهم وتمددهم وهذه هي طبيعة الشخصية الإيرانية التي لازمتها طيلة حياتها تعمل تحت الضغط بشكل منظم ومبدع ومجرد ما تنهض وتشعر بالراحة وعدم وجود تحديات خارجية تنقلب على نفسها وقد كانت دوما صراعات الفرس فيما بينهم شديدة العنف والقسوة وقد فهم العباسيين هذا الأمر وتمكنوا من استيعاب الفرس عكس الأمويين الذين استفزوهم دوما.
القوة العسكرية التي امتلكها الفرس الأخمينيين لم تمكنهم من الامساك بالأرض وخلق استقرار يؤدي لانتاج ونهضة اقتصادية تعود عليهم بالفائدة فكان تمددهم الخارجي فوق طاقة قدراتهم الاقتصادية للمحافظة عليه.
رفض المحيط  الإقليمي الخضوع والتسليم ببقائهم تحت ظل الإمبراطورية الأخمينية التي كانوا يرونها امبراطورية بربرية قادمة من الهضاب إلى سهولهم وأوديتهم الخصبة والعامرة بالحضارة والثقافة المختلفة عنهم.
عدم وجود أي رسالة حضارية أو دينية أو فكرية لدى الأخمينيين الفرس تمكنهم من ربط الشعوب التي حكموها بسلطتهم فلم يستقر لهم الحكم في مصر وقامت عليهم عدة ثورات قوية وكذلك الأمر في اليونان ومقدونيا لذا نجد المؤسس الأول للدولة الساسانية لاحقا أردشير الأول قد تنبه لهذا الأمر وأخذه بالحسبان وتمكن من النجاح في خلق رسالة ثقافية دينية فارسية تربط الأطراف بالمركز حتى اسقط العرب دولتهم وظل الفرس في حالة تيه وضياع ومحاولات للبحث عن الذات حتى مجيء الدولة الصفوية.
الطبيعة والبيئة الصعبة والوعرة التي خلقت شخصية مزاجها سيء وعنيف ازدادت عنفا وقسوة في مواجهتها للثورات الشعبية الدائمة من سكان المستعمرات التي تحكمها فتحولت الإمبراطورية لقوة تدميرية لكل المراكز الحضارية السابقة عليها مما ساهم في تعميق كراهية الشعوب التي وقعت تحت حكمهم.
تجربة الإمبراطورية الأخمينية، بكل تأكيد افادت الشخصية الإيرانية، فهي أول تجربة وحدوية تمكنت من توحيد جغرافية الهضبة الإيرانية الصعبة، ثم الخروج خارج أرضها، نقلوا من الحضارة البابلية، والمصرية، والهندية، والصينية، ولاحقا اليونانية، الكثير من العلوم، مما نهض بإيران، وانعكس على تشكيل الشخصية الفارسية المتحضرة، التي تميزت عبر التاريخ بالتعلم من أخطاءها، وامتلكت في نهاية هذه التجربة، معارف الأخرين، وجمعتها في ثقافة وحضارة واحدة..
تجربة الإمبراطورية الأخمينية ،كرست حدود إيران ووحدتها كحاضرة للفرس ومركز لهم، ووضعت لهم الصراعات والحروب التي خاضوها قواعد الأمن القومي لهذه الدولة، وسنجد أن هذه القواعد  كانت ومازالت، حتى اليوم حاضرة في ذهنية صانع القرار الإيراني.
هيمنة العرقية الفارسية على سائر العرقيات الأخرى، أدى لشيوع الثقافة الفارسية، وانتقالها من الاطار العرقي، لكونها مكون ثقافي ينتمي إليه جميع سكان إيران حتى الأن.
خلق نمط التفكير الفارسي لنفسه، قاعدة عامة مازالت حاكمة لإيران حتى وقتنا هذا، بفضل هذه التجربة الأولى، وما عانته فيما بعد من غزوات وسقوط لإمبراطورياتها، هذه القاعدة تقول القومية الإيرانية هي محور تفكير هذه الشخصية، الإيديولوجية بالنسبة لهم وسيلة وليست ايمان أو غاية، الغاية والإيمان هيمنة وعلو الثقافة والقومية الفارسية على كل محيطها، وأمام هذا الهدف، يمكن لهذه الشخصية التخلي، عما يظنه الأخرون ثوابت ايمانية أو روحية بكل بساطة وسهولة، لو وجدوا أنها لم تعد صالحة لتحقيق هدفهم.
حكم الإمبراطورية الأخمينية 19 حاكم، أولهم أخمينس، وأخرهم داريوس الثالث، الذي سقطت في عهده الإمبراطورية على يد الإسكندر الأكبر المقدوني عام 330 ق.م بعد 229 سنة، شهدت ميلاد أول دولة مركزية في إيران الحالية والتمدد خارج حدودها، وتكوين إمبراطورية كبرى.
حدثت مبالغة من بعض المؤرخين، حول عظمة الإمبراطورية الأخمينية، وتسامحها الديني، وهذا الأمر لا علاقة له بالواقع الفعلي، وممارساتها على الأرض، ويعود السبب في هذه المبالغة لدور الأخمينيين الفرس، أثناء عهد كورش في تحرير يهود بابل، وتوطينهم في أرض فلسطين، وتحمله نفقات بناء  "الهيكل" نظير مساعدة اليهود له في تدمير بابل بالعراق، كذلك مساعدتم لخليفته قمبيز الثاني، في السيطرة على مصر عبر بناء مستعمرة يهودية، تفصل مصر عن بلاد الشام، وهيمنة اليهود على بلاط الملك المصري بسماتيك الثالث، الذي ابتعد عن شعبه، وقرب اليهود إليه، واستمع إلى نصائحهم، وقد كانوا في حقيقة الأمر عملاء للفرس، وعلى تواصل مع باقي اليهود بمستمعمرتهم الجديدة على أرض فلسطين، واوحو للملك المصري بتحالفهم القوي معه، لمواجهة أي غزو فارسي للأراضي المصرية، وكانت كل هذه الوعود مجرد خديعة كبرى، وقع فيها الملك المصري، وادت لسقوط المملكة المصرية وإلى الأبد، وبذلك انتقم اليهود، مما يعتقدونه ثأرا لهم عند المصريين، الذين لم يبالوا كثيرا بسقوط ملكهم في الأسر الفارسي، وذلك لتمكن اليهود من ابعاده عن شعبه، نتيجة تطبيقه لسياساتهم، كما حدثت علاقات عاطفية، ومصاهرات بين أباطرة فارس ويهوديات، ومن أبرز هذه العلاقات، العلاقة التي كانت تجمع خشايارشا الأول، وأستر الشخصية اليهودية الشهيرة، التي لها سفر ديني بالتناخ اليهودي باسمها، ونلتقي في الحلقة القادمة والتي ستكون بعنوان (الإمبراطور يسقط والإمبراطورية باقية).

تعليقات

  1. Casinos Near Casinos in Las Vegas, Nevada - MapYRO
    Casinos Near Casinos in Las Vegas, Nevada. MapYRO's Realtime Gaming Reviews 양산 출장마사지 If you want to check 제주 출장안마 out our 경상남도 출장안마 casino 아산 출장샵 locations near you, you should 안양 출장마사지 be

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة